وكيل الشيخ Admin
المساهمات : 117 تاريخ التسجيل : 04/10/2011
| موضوع: بيان الشيخ عبد العظيم سرحان القنبري الفاطمي بحلو شهر محرم الحرام الجمعة نوفمبر 18, 2011 2:46 am | |
| بيان الشيخ عبد العظيم سرحان القنبري الفاطمي بحلو شهر محرم الحرام عظم الله اجورا واجوركم بمصابنا بسيدنا ومولانا وامامنا ابي عبدالله الحسين(ع)وجعلنا الله واياكم من الطالبين بثأره بين يدي الامام المنصور المؤيد المهدي(عج) من ال محمد(ص) بسم الله الرحمن الرحيم « الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء » كثر في الآونة الأخيرة الكلام حول الشعائر الحسينية ، ولسنا هنا في معرض دراسة ومناقشة الأسباب التي تخـفت وراء هذا الكلام ، بل نسعى إلى ان نميط اللثام عن بعض النقاط غير الواضحة لدى كثيرين ممن يخوضون في هذه الأمور الدقيقة ويثيرون حولها النقاشات والحوارات التي قد تزيد الطين بلة وتسدل على الحقائق أستاراً وحجباً لعدم استنادها إلى المنهج العلمي وانحدارها إلى التذوق الحسي والانفعال العاطفي ليس غير. ومن متابعة هذه الحورات وتقصي محاورها وجدناها على الأكثر تنصب في شقين : الشق الاول : الجانب الفقهي ومدى مشروعية هذه الشعائر ومن خلاله التعرض إلى الجانب التأريخي لها ، والمفجع في الامر تداول هذا الجانب لدى عامة الناس وابداء الآراء الشخصية فيه ، وكأن لا وجود لأهل الاختصاص الذين يجب أن نرجع إليهم في مثل هذا النوع من الأمور ، ونعلم من خلالهم مدى مشروعية هذه الشعائر وكيفية التعامل معها من جهة شرعية ، وأهل الاختصاص هم مراجعنا في التقليد رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين ذخراً لهذه الأمة ولنصرة هذا الدين. والمتتبع لآراء فقهائنا يستطيع ان يرى بوضوح وجلاء تام ان مراجعنا وعلى مدى التسلسل التاريخي لهم لم يظهر فيهم من يحرم هذه الشعائر بل في أقل التقادير ذهبوا إلى اباحتها والكثير منهم ذهب إلى استحبابها شرعاً وإنها من الأمور التي تبين مدى مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) ، كما انها من مظاهر الجزع على ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) ، هذا إلى جانب أنه لا يوجد دليل واحد على عدم مشروعية هذه الشعائر الحسينية ، وأعني دليلاً فقهياً يعتد به ، أما الحديث عن أدلة من مثل ان هذه الشعائر غير إنسانية وما شابه فهو حديث خرافة ساقط عن الاعتبار وما هذه البالونات المثارة من حوله إلا تخرصات لا يمكن اعتمادها كأدلةٍ فقهيةٍ وقد نوقشت وأمثالها من قبل فقهائنا الأجلاء ، بما يكفي الباحث مؤونة الرد عليها. كما ان هناك الكثير من المطبوعات التي تشير إلى الأدلة الشرعية التي اعتمدها فقهاؤنا في هذه المسألة. والتكليف الشرعي أمام هذه الشعائر بتعدد أنواعها يرجع فيه الشخص إلى مرجع تقليده ، وليس إلى رأيه الشخصي وتشخيصه الموضوعي ، فكما نعلم ان في جميع الرسائل العملية لمراجعنا (حفظهم الله) العبارة التالية : عمل العامي بلا تقليد باطل. وهذه العبارة لا يذكرها فقهاؤنا إلا لأنها تبين أمراً واضحاً وصريحاً ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام). ولذا يجب على كل مكلف الرجوع إلى مرجع تقليده في مسألة الشعائر الحسينية كما يرجع إليه في جميع العبادات والمعاملات. ولا أظن ولم اسمع يوماً ان احداً أجبر شخصاً آخر على ممارسة احدى الشعائر ؟ وإنما الامر يرجع إلى نفس الشخص ومدى شعوره بالانتماء والولاء لأهل البيت (عليهم السلام) ومدى تفاعله الشخصي معها ، وهذا أمر واضح نستطيع أن نتلمسه من الواقع العملي لها ، فنجد شخصاً يشعر بالمواساة الحقيقية من خلال اللطم وآخر يشعر بها من خلال الزنجيل وغيرها من الشعائر الاخرى . ونحن هنا لسنا بصدد بيان الأدلة الفقهية والتاريخية وسرد آراء المراجع (حفظهم الله ورعاهم) ففيهم الكفاية لمن يطلب ذلك ويستطيع مراجعتهم أو وكلاءهم لتحصيل ذلك. أما الشق الثاني : فينحصر حول الجانب الفلسفي لهذه الشعائر وما هو الغرض منها وماذا تمثل هذه الشعائر ؟ ولكي نبين هذا الجانب سنحاول اخذ بعض هذه الشعائر كأنموذج ونشير إلى ما تمثله وما تعنيه كل على حدة ، لكي يستطيع المتتبع أن يدرك من خلالها عمق وأبعاد المعاني التي تشير إليها. اللطم ، الزنجيل ، التطبير وقد اخترت هذه الثلاثة بناءاً على ان اللطم هو اكثر الشعائر انتشاراً والزنجيل والتطبير الاكثر تداولاً في النقاش اللطم وهو من أقدم الشعائر التي مارستها الشيعة لإظهار حالة التفجّع والحزن لمصيبة سيد الشهداء الحسين ومصائب الأئمة المعصومين (عليهم السلام). والضرب باليد يكون على الجانب الأيسر من الصدر أي فوق منطقة القلب ، واللطم هو أحد أهم وسائل إظهار الجزع على المعصومين (عليهم السلام) وأكثرها انتشاراً ، ولتوضيح ذلك يجب علينا أن نعرف إن من طبيعة الجسم البشري انه عندما يتعرض إلى الألم المعنوي –الظلم تحديداً- يفرز هرمونات تعمل على زيادة الطاقة لديه ليكون مستعداً للدفاع عن نفسه ، واللطم هو إحدى الوسائل للتنفيس عن هذه الطاقة والتي بدورها تشير إلى أن هناك ظلماً واقعاً وحقاً مسلوباً وأن الذين يلطمون ، يشيرون من خلال اللطم إلى ذلك الظلم والحق. وجعل ليكون جزءاً مهما من الشعائر الحسينية كونه يمثل مواساة للزهراء (عليها السلام) ، كما أن فيه إشارة إلى أن أهم ما ينبض بالحياة -القلب- ليرخص ويحزن لما جرى على آل محمد (عليهم السلام) الزنجيل (ضرب السلاسل) موكب يتكون بتجمع عدد غفير من الناس في مركز معين يقيمون فيه مأتماً على الإمام الحسين (عليه السلام) ثم يجردون ظهورهم -بلبس خاص من القماش الأسود الذي فصّل خصيصاً لهذا الغرض- ويقبضون بأيديهم مقابض حزمة من السلاسل الرقيقة فيضربون أكتافهم بها بأسلوب رتيب ينظمه قرع الطبول والصنوج بطور حربي عنيف وينطلقون من مركز تجمعهم ويسيرون عبر الشوارع إلى مكان مقدس ينفضون فيه وهم يهزجون في كل ذلك بأناشيد حزينة أو يهتفون : (مظلوم .. حسين شهيد عطشان .. ياحسين) والناظر لهذا الموكب يستشعر مدى قوة التحمل لدى الضاربين وصبرهم. والتحليل الفلسفي لهذا الموكب هو أن الزنجيل في كل البلدان الحضارية ، يشير إلى الظلم والاضطهاد ويستطيع أي شخص أن يتلمس ذلك واضحاً وجلياً في معارض كبار الرسامين وفي الأطروحات الأدبية قديماً وحديثاً ، فعندما يضرب به على الظهر يراد الإشارة إلى أن الظلم والاضطهاد الذي جرى على أهل البيت (عليهم السلام) وعلى شيعتهم لن يحيدنا عن خطهم وعن طريقهم ، وأن اضطهادكم أيها الظالمون نجعله وراء ظـهورنا ولا قيمة لـه ، ولذا كان الضرب بالزنجيل على الظهور وليس على الصدور ، كما أنه يبعث بالرسالة الآتية أيها الظالمون إن كنتم تظنون أنكم تخيفوننا بالظلم والجور وكافة أنواع الاضطهاد ، فها نحن نضرب أنفسنا لكي نريكم أننا على استعداد لتحمل ظلمكم واضطهادكم لنا في سبيل البقاء على العهد مع أهل البيت (عليهم السلام)). التطبير وقبل بيان فلسفة هذه الشعيرة أعود فأذكر أن كل مكلف يرجع إلى مرجع تقليده في جميع أموره من العبادات والمعاملات ، ولا يجوز له ان يرجع إلى نفسه في تشخيص صحة هذا العمل أو ذاك من جهة شرعية. كما ان مراجعنا العظام (دام ظلهم) على درجة من التقوى والايمان ما يجعلهم يبحثون ويمحصون كثيراً لكي يتوصلوا إلى الاحكام الشرعية ، وإنهم أهل الاختصاص الذين يجب الرجوع إليهم في كافة التكاليف الشرعية ، وان الدين الإسلامي ليس دين الانتقائية والمزاجية التي يجنح إليها البعض نتيجة التأثر بالافكار الدخيلة على الدين والمذهب (وذكِّر فإن الذّكرى تنفع المؤمنين) . والآن نوضح الحكمة من هذا الموكب من خلال التعرض للمفردات الاتية ، وهي (لبس الاكفان وحلق الرؤس ، ضرب الرأس بالسيف والمناداة بحيدر). عرف منذ القدم عند العرب وخصوصاً في العصر الإسلامي ان حلق الرأس ولبس الكفن يرمز إلى الاستعداد والمبايعة على الموت ، والدارس للتاريخ الإسلامي يستطيع ان يرى ذلك بوضوح فالمتطبر عندما يحلق رأسه ويرتدي الكفن إنما يشير بذلك إلى البيعة على الموت ، ولكن لمن هذه البيعة ؟ قد يرد هذا السؤال على ذهن ... ، والجواب عليه هو : أننا نعلم من خلال الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) ان أمام العصر والزمان الحجة القائم (عج) يظهر في يوم العاشر من محرم ، ومن هنا كان المتطبر عندما يحلق راسه ويرتدي الكفن في يوم العاشر من محرم الحرام يشير إلى البيعة على الموت لإمام العصر والزمان الأقل علما وعملا 0 عبد العظيم سرحان القنبري الفاطمي 0 محرم الحرام/1433
| |
|