الفصل الثاني
تأكيد الروايات على أهمية الصلاة في المسجد
قوله تعالى (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين)( الاعراف 29) هو حثّ وترغيب للمسلمين على إقامة الصلاة اليومية في المساجد، كما وردت بذلك الأخبار.
منها: ما روي أن في التوراة مكتوباً:إن بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لمن تطهر في بيتي، وحقّ على المزور أن يكرم الزائر (الوسائل: ج 3 ص 482 ب 3 من أبواب أحكام المساجد ح 5 و 6..).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: الجلسة في الجامع خير لي من الجلسة في الجنة، لأن الجنة فيها رضا نفسي والجامع فيه رضا ربي (الوسائل: ج 3 ص 482 ب 3 من أبواب أحكام المساجد ح 5 و 6..).
وعن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: صلوا من المساجد بقاعاً مختلفة فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة(الوسائل: ج 3 ص 474 ب 42 من أبواب مكان المصلي ح 7.).
وعنه عليه السلام أنه قال: من مشى إلى المسجد لم يضع رجله على رطب ولا يابس إلا سبّحت له الارض الى الأرضين السابعة (الوسائل: ج 3 ص 482 ب 4 من أبواب أحكام المساجد ح1).
وعن علي عليه السلام قال: صلاة في بيت المقدس تعدل ألف صلاة، وصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة، وصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة، وصلاة في مسجد السوق اثنتا عشرة صلاة، وصلاة الرجل في بيته وحده صلاة واحدة ( الوسائل: ج 3 ص 551 ب 64 من أبواب المساجد ح 2).
ويكره تعطيل المسجد، ففي الخبر عن الصادق عليه السلام قال: ثلاثة يشكون الى اللّه عز وجل: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه (الوسائل: ج 3 ص 483 ب 5 من أبواب أحكام المساجد ح 1).
ويستحب التردد الى المساجد، ففي الخبر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: من مشى الى مسجد من مساجد اللّه فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع الى منزله عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات ( الوسائل: ج 3 ص 483 ب 4 من أبواب أحكام المساجد ح 3).
ورد بالسند الصحيح عن الإمام الصادق أنه قال :
(( إن أناساً كانوا على عهد رسول الله (ص) أبطأوا عن الصلاة في المسجد ، فقال النبي (ص): ليوشك قوم يُدعون الى الصلاة في المسجد أن نأمر بحطب فيوضع على أبوابهم فتوقد عليهم نار فتحرق عليهم بيوتهم )). وسائل الشيعة ج3 ص 478 ح 6312.
وفي هذا الحديث من التأكيد على أهمية الصلاة في المسجد بما لا يحتاج الى بيان.
وورد بالسند المعتبر عن الإمام الصادق (ع) ، عن أبيه ، عليهما الصلاة والسلام، قال : قال النبي (ص) : (( من كان القرآن حديثه ، والمسجد بيته ، بنى الله له بيتاً في الجنة )). وسائل الشيعة ج3 ص 381 ح 6322.
وروي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
(( سبعة يُظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه ، إمام عاد ، وشاب نشأ في عبادة الله عزوجل، ورجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، ورجلان كانا في طاعة الله عزوجل فإجتمعا على ذلك وتفرقا ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ، ورجل دعته إمرأة ذات حسب وجمال ، فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدّق فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما يتصدق بيمينه)). وسائل الشيعة ج3 ص 482 ح 6324.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيضا أنه قال :
(( لا صلاة لجار المسجد إلا في مسجده )). وسائل الشيعة ج3 ص 478 ح 6311.
ووردت روايات أخرى قريبة من هذا المضمون ، وهذه الرواية محمولة على كراهية ترك الصلاة في المسجد ، والمبالغة على إستحباب حضور المساجد وإقامة الصلوات فيها.
يقولون العلماء
يستحب الصلاة في المساجد ، بل يُكره عدم حضورها بغير عذر خصوصاً لجار المسجد ، حتى ورد في الخبر : (( لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد )) ، وأفضلها المسجد الحرام ، ثم مسجد النبي صلى الله عليه وآله ، ثم مسجد الكوفة والأقصى ، ثم مسجد الجامع ، ثم مسجد القبيلة ، ثم مسجد السوق ، والأقضل للنساء الصلاة في بيوتهن ، والأفضل بيت المخدع ، وكذا يُستحب الصلاة في مشاهد الأئمة عليهم السلام ، خصوصاً مشهد أمير المؤمنين عليه السلام وحائر أبي عبد الله عليه السلام.
وقال أيضاً :
يُكره تعطيل المسجد ، وقد ورد أنه أحد الثلاثة الذين يشكون إلى الله عز وجل يوم القيامة ، والآخران عالم بين جهال ، ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لايُقرأُ فيه، وورد (( إن من مشى الى مسجد من مساجد الله فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع الى منزله عشر حسنات ، ومحيَ عنه عشر سيئات ، ورُفع له عشر درجات)).