وكيل الشيخ Admin
المساهمات : 117 تاريخ التسجيل : 04/10/2011
| موضوع: آداب المسجد وأحكامه الفصل الاول الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 10:38 pm | |
| آداب المسجد وأحكامه المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم النازل على الخواطف بأكف الشوارق، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة يفتح بنانها أبواب المغالق، ويشرح بيانها نجاة المصدق الموافق، وأشهد أن محمد بن عبد الله رسوله أنبل الخلائق، وأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تلوه في السوابق، وشرف الخلائق، وأن حبه برهان الأنساب اللواحقوأن أولياءه من طينة واحدة السوامق وأن أعداءه حلفاء مداحض المزالق، أخدان البوائق بالأثر الصادق، عن أشرف ناطق صلى الله عليه وعلى آله صلاة يسفر فجرها عن الدوام المترادف، المتتابع، المتلاحق. وبعد الأمر بإيجاد دُور للعبادة من التشريعات الإلهية التي أمر الله عز وجل بها سائر أنبيائه ، والمسجد هو الذي يمثل ذلك المكان الذي إعتنى الإسلام بشأنه ليكون محلاً تُقام فيه شعائر التعظيم والعبودية والإخلاص للباري تبارك وتعالى.
وقد أطلق على هذه الأماكن لفظ (المساجد) أي الأماكن التي تكون مواضع للسجود ، والسجود هو الشعار الذي يعبر به عن منتهى الخضوع والإنقياد والطاعة ، لتكون المنطلق لإيجاد حالة الإخلاص وبناء روح التقوى في المجتمع الإسلامي ، ولذا حرص الرسول الأكرم (ص) والأئمة الطاهرين (ع) على أن تكون السلوكيات الصادرة في تلك الأماكن بالخصوص هي تلك السلوكيات التي تنمى ظاهرة الإخلاص والتسليم لله عز وجل ، وتعزز في النفس روح العبودية الصادقة ، وحذروا من جميع التصرفات التي قد تخدش هذا البناء الإيماني.
ولم يكن المسجد في صدر الإسلام محلاً تقام فيه الصلاة فقط ، بل كان داراً للعلم والمعرفة ، ومركزاً لتجمع المؤمنين وترابطهم ، ومنطلقاً للجهاد والتحرك نحو مقارعة المستكبرين ، وكان البرنامج الدائم فيه هو إقامة الصلوات والأدعية ونحو ذلك ، وإنما كان المسجد محلا لجميع الأنشطة الإسلامية حينئذ لترتبط حياة المجتمع الإجتماعية والسياسية بروح الإيمان والتقوى ، ولأجل أن لا تكون تلك الأعمال فارغة عن المحتوى العقائدي ، ولتتحول جميع مظاهر الحياة إلى حالة إنقيادية لله تعالى تتضمن في عمقها العبادة والسعي نحو الكمال المطلق ، ولتبتني على أخلاق الإسلام.
ومجمل القول : فإن المساجد من أهم الشعائر الإلهية التي أمر الله عز وجل بنصبها وإقامتها لتكون المنطلق الأول لبناء الإنسان بناءاً عقائدياً شاملاً ، والموقع الأساسي لتقوية العلاقة مع الله عزوجل ، ومنشأ الحركة لجميع أبعاد السلوك الفردي والإجتماعي والسياسي ، لأن هذه الأعمال كتكاليف يفترض فيها قبل أن تكون أعمالاً فردية أو سياسية أو إجتماعية ، فهي أمور عقائدية لابد أن تنبثق من خلال العلاقة مع الله سبحانه وتعالى.
يقول احد العارفين
اسعوا في إعادة المساجد إلى ما كانت عليه في صدر الإسلام، ولتنتبهوا إلى أنه ليس في الإسلام عزلة أو اعتزال.
ويقول أيضا :
لقد هيأ سيد المظلومين ( عليه السلام ) للجماهير وسيلة مكنتها من عقد اجتماعاتها بسهولة ودون الحاجة إلى بذل جهود كبرى. والإسلام جعل من المساجد خنادق ووسائل ،لأن هذه المساجد والتجمعات وصلوات الجمعة والجماعة هيأت جميع ما يراد لتحقيق ما فيه مصلحة الإسلام وما يقيض أسباب تقدم النهضة إلى الإمام .
هذه هي خلاصة دور المسجد ومكانته في الإسلام ، ولتتضح أكثر بما يساعد على فهم وظائفنا تجاه هذه الأماكن المقدسة ، نحتاج إلى بسط الكلام بشيئ من التفصيل ، ويقع البحث من خلال الفصول التالي:
الفصل الأول
إستحباب بناء المساجد وبيان ثواب ذلك
قال الله تعالى في كتابه الكريم : {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ}. [التوبة : 17 ، 18]
الآية الكريمة تبين الصفات التي يجب أن تتوفر في من يَعمر مساجد الله عز وجل، وأنه لابد وأن يكون طاهراً من الشرك ، مؤمناً بالله وباليوم الآخر ، مقيماً للصلاة ، مؤتياً للزكاة، وإذا إستقاموا فسيكونون من المهتدين ، ومن ذلك يتضح أيضاً أهمية المسجد، وإهتمام الإسلام البالغ به ، وبصفات من يعمره ، مضافا لما يأتي من الروايات الكثيرة المعتبرة.
قال الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام :
(( من بنى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة )) . وسائل الشيعة ج3 ص 485 ح 6334 ، باب 8 من أبواب أحكام المسجد.
وورد بالسند الصحيح عن الإمام الكاظم (ع) عن أبيه (ع) ، عن أمير المؤمنين عليهم الصلاة والسلام قال :
(( إن الله إذا أراد أن يُصيب أهل الأرض بعذاب قال : لولا الذين يتحابون بجلالي ، ويعمرون مساجدي ، ويستغفرون بالأسحار ، لأنزلت عذابي )). وسائل الشيعة ج3 ص 486 ح6338.
وفي الحديث دلالة ظاهرة على منزلة من بنى المسجد قربة الى الله تعالى ، وأنه بسببه إذا كان مخلصاُ يحفظ الله عزوجل الأرض من العذاب.
يقلون العلماء من المستحبات الأكيدة بناء المسجد ، وفيه أجر عظيم ، وثواب جسيم ، وقد ورد أنه قال صلى الله عليه وآله : (( من بنى مسجداً في الدنيا أعطاه الله بكل شبر منه – أو قال : بكل ذراع منه – مسيرة ألف عام مدينة من ذهب وفضة ودّر وياقوت وزمرّد وزبرجد ولؤلؤ)) الحديث.
| |
|